الاثنين، 4 أبريل 2022

رواية هيـــا نوقــظ الشمـــس - ثلاثــية زيــزا - لــ"جـوزيــه مــارو"


"- لقد اكتشفت یا موریس … اكتشفت ما أخبرتني به منذ زمن بعيد . اكتشفت أن الحب هو الشيء الأهم في العالم .

 ! "


"هيـــا نوقــظ الشمـــس"


زيزا الطفل الذي حمل بقلبه عصفور، و اتخذ غصن شجرة البرتقال صديقاً له، يعود ليحمل بقلبه صديقاً جديداً، زيزا الشيطان الصغير، الذي يحمل بداخله من الحب و العاطفة ما يُذيب قلوب الآخرين، عاد مرةً اخري لكن ملاك مُطيع وحيد يعيش ابناً لعائلة ثرية، يلبس الثياب النظيفة المُهندمة و حياته تتواتر بين المدرسة و دروس البيانو الطويلة، لكن يأبي قلبه الصغير ان يظل محبوساً في القفص، ليفتحه و يأوي به صديقه الجديد آدم، و يقررا معاً أن يوقظا الشمس، فيتحول الملاك إلي شيطان مرة أخري، و تبدأ مُغامراته بين اروقة مدرسته الإعدادية، و مع طرزان وسط الأدغال، و علي حبال السيرك العالية

 

كالعادة أنهيت الرواية و أنا أشعر بالسعادة لإختيار موفق جديد، ربما شعرت بقليل من الملل في البداية كما حدث في الجزء الأول " شجرة البرتقال " لكن مع الوصول إلي الربع الثاني من الرواية، ستتحمس مع هذا الطفل الشيطان و مقالبه خفيفة الظل و التي ستجعلك تضحك و تستمتع مُقلباً صفحات الرواية حتي يلسع الحب قلب بطلنا الصغير و تُمهد الأحداث للجزء الثالث من الثلاثية و هي رواية " المختول" و التي لم تصدر بعد للأسف



اقتباسات من الروايه

" 

"كنت هانئا إلى جانب شخص لن يؤذيني مطلقا ولن يسمح لأي كان بأن يفعل ذلك . لقد كان هو الأخ الأول الذي اكتشف عزلة روحي ، حزن الطفل الذي لا يفهمه أحد والذي تكتفي عيناه بالإفصاح عن الكآبة واللامبالاة"

 

 "أتحدث عن شمس أخرى أكبر بكثير ، تلك التي تولد في قلوبنا … شمس آمالنا العظيمة ، الشمس التي نوقظها في صدورنا حتى تستيقظ كذلك أحلامنا"

 

"جلست على ذراع المقعد . فعانقني . وأرخى جسدي على صدره ، حتى التصقت وجنتي برأسه . وكان ذلك كل ما كنتُ أرغب فيه من الأب . رفعت يده ذقني . وأحسستُ بنعومة أصابعه التي استقرت على عنقي . لم يسبق لصوته أن كان بذلك الحنان من قبل . ولو كنت مثل الأيام الخوالي لانفجرت باكيا في تلك اللحظة . ولكنني كنت متحكتها في نفسي بها يكفي كي تتبلل عيناي فحسب . – يا صغيري ، هنا يقع عدوك الأكبر"

 

"هذا هو الأب الحقيقي ، أب يراقب نومي حتى يشعر بأنني استعدتُ هدوئي وسكينتي"

 

"الألم شيء فظيع حقا ! لماذا لا يستقبل المرء ألماً شديداً دفعة واحدة ثم يذهب الألم كله بنفس السرعة التي هجم بها ؟"

 

" هكذا يكون الأب حقا . لقد قضى يومه في العمل الشاق . ورغم كونه متعبا ، جاء خصيصا من أجلي ، كي يرجو لي ليلة سعيدة . هذا هو الأب"

 

" إنه الزمن . أو نحن أنفسنا ربما ، إذ لا وجود للزمن في الحقيقة نحن الذين نعبر فحسب، وفي إطار عبورنا وتحولنا ، حانت ساعة رحيلي . لقد أتممت مهمتي"

 

" علينا أن نقبل مصير الأشياء وقدر الكائنات . سوف أشتاق إليك كثيرا . إنه شوق عظيم ينبغي علي أن أهون من حدته بواسطة جمال الحياة . لعل الجمال يملأ الفراغ الذي خلفته الرقة والحنان ، وليس الحنان سوى قلبك أنت . وهذا ما لا يجده أي شخص لا في النجوم ولا في لمعان القمر . ولكن سوف يهدئني الجمال العظيم شيئا فشيئا . وسوف يخفف في غمرة الحزن الذي يملأ روحي من شعوري بالفقد الناتج عن غياب رقتك وحنانك"

 

 

"ثم إنك ظللت طيلة هذه السنوات طفلا خلوا من الأنانية إن إحدى خصالك الكبرى تتمثل في كونك فتى طيباً يفكر في الآخرين . وحين أفكر مليا ، ألاحظ أننى أنا الذي أسأت إلى طيبتك في الحقيقة . فقد سكنتُ داخلك دون أن أسدد ثمن إقامتي تلك ، بأي طريقة كانت . لقد حملتني دوما ، دون أن تتذمر من ثقلي ودون أن تحتج بسبب إعيائك . أليس كذلك ؟"

 

"ما كنت أريده حقا هو الذهاب ، الذهاب بعيدا دون التفكير في أي شيء ودون الالتزام بشيء ، كما لو كانت الحياة تعاقب قطارات وطرق وشفن لا يوقفها أي شيء . لم أعرف كيف أشرح رغبتي تلك وما كان يحدث بداخلي … رغبة الذهاب من بعيد إلى ما هو أبعد ، ولكن إلى حدود مسافة لا رجعة بعدها قط … إنه الذهاب قدما حتى بلوغ النهاية … ومرت الحياة . مرت بسرعة لم أشعر بها . إنها تتقدم بلا توقف . وبهذا الشكل أخذتُ أكتشف أمرا لطالما حدثني عنه موريس"

 

 

" لقد اكتشفت یا موریس … اكتشفت ما أخبرتني به منذ زمن بعيد . اكتشفت أن الحب هو الشيء الأهم في العالم "

 

 

"لماذا ينبغي على كل شيء أن يرحل في الحياة ؟ لأن الولادة ، وبكل بساطة يا زيزا ، تعني الرحيل ، الرحيل منذ الساعة الأولى ، منذ أول نفس نستنشقه ، ولا يمكنك ، مع ذلك ، أن تقاوم حقيقة الحياة القاسية"

 

"لم أكن في حاجة إلى إغماض عيني كي أرى آدم ، وهو يحمل حقيبته ويرحل بعيدا جدا ، نحو بلاد الندم . هل كنت سعيدا يا آدم ؟ ولكن ، ماذا يعني أن يكون المرء سعيدا ؟ من يعرف ذلك حقا ؟ إنّ السعادة مثل الزمن . كلاهما يظل جامدا ، بينها يمر الناس عابرين . إنهم يعبرون ويعبرون بلا هوادة . لقد أردت ليلة مليئة بالنجوم با آدم . ورغبت في النوم على قرص القمر المنعكس على النهر . أما ليلتي ، فلا شيء فيها على الإطلاق . أليس كذلك ؟ لا شيء سوى هذا الضباب الخفيف الذي يخز الأنف ويلبد الشعر "

 

 

"لقد عدت طفلًا من جديد ، طفلا يحلم … طفلا وحيدا . ولماذا أكبر ؟ لا أريد أن أكبر ، ولم أرغب في ذلك مطلقا . لكن الزمن توقف ، فيها عبرت بمفردي . في الحقيقة ، لا أحد يمكنه أن يعرف قدرة الآخرين على الألم وحجم معاناتهم . وحده قلبنا يستطيع ذلك . ولكن ، ما الفائدة ؟ "

 

" ما الفائدة من كل هذا يا آدم ؟ أتسمعني ؟ تكلم يا آدم . علمني مجددا أن أوقظ الشمس ، أن أقبل الاستمرار والتقدم والعبور . من الصعب أن يتقدم المرء ويوقظ الشمس . أليس كذلك يا آدم ؟ أرجوك . أطلب منك هذا للمرة الأخيرة . فأجبني ! كيف يستطيع الكبار أن يوقظوا الشمس ؟ هذه المرة فحسب "

 

 

" حسنا يا آدم . لقد حسمت أمري . الأشخاص الكبار لا يجيدون إيقاظ الشمس . ولذلك ، قد تجعل رحمة الرب غذا ، الشمس تشرق ، من تلقاء ذاتها ، تماما مثلما فعلت طيلة الأبدية الجامدة . لا يهم . سأتابع الغناء من أجلي ، لأنني ، ولحسن الحظ ، مازلتُ أعرف ما الذي تعنيه كلمة حسرة "






Follow Milky Way

تابعونا



 


 

أرسل رسائلك هُنا :

 

 https://tellonym.me/milkywaystories

Milky Way Stories



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق