الأحد، 24 أكتوبر 2021

اكتــب قصتـــك - كيف تكون كاتباً - "لماذا لا نكتب؟" (1)

 

لو سألتك لماذا نكتب، أو ما الذي يدفعك لإمساك قلمك و الإسترسال في تدوين قصصك و خواطرك؟  لوجدت الف إجابة علي هذا السؤال

لكن ماذا لو كان السؤال معكوساً و سألت لماذا لا نكتب؟ لتحيرنا و فكرنا و عصرنا بحثاً عن الإجابة و التي رُبما تكون متوفرة و لكنك لا تملك من التعبير شيئاً لتشرح إجابتك

لذا اليوم سأتحدث عن الصعوبات و العوائق التي تجعلك غير قادر علي الكتابة فور إمساكك القلم

 

  • صعوبة الكتابة بشكل عام

 

تمسك قلمك في أي وقت و تُحاول أن تسترسل في الكتابة بسلاسة و لكن لا يوجد هذا الإنسياب الغزير للأفكار، فيجعلك هذا تنتظر لحظات الوحي و الإلهام أو تلك الشُعلة التي تهبط عليك فجأة في ليلة من الليالي، فتبدأ بالإستنتاج أنك لا تملك الموهبة و أنه عليك أن تلتفت لشئ آخر غير الكتابة، مع أن سبب هذه المُشكلة رُبما يكون قلة الخبرة أو الثقافة أو الخجل، أو إحساس التقليل من ذاتك مما يُسبب وقف عملية الكتابة، و رُبما تكون هذه المُشلكة أهم من مشاكل أُخري تواجهنا أثناء الكتابة لأنها هي البداية، فإن صحت البداية، صح الوسط و النهاية

 

  • المؤلف لكتاب واحد

بالتأكيد سمعت عن هذا الكاتب الذي نجح في إصدار كتابه الأول و حقق نجاحاً و لكنه يعجز الآن عن إعادة تكرار هذا النجاح مرة أخري، فيكون أحد الردود النمطية هو أن هذا الكاتب كتب جزء من سيرته الذاتيه، و حرر نفسه من شعور النقمة تجاه ماضيه، تجاه والديه مُجتمعه أو ثقافته، تحرر من كل هذا و استراح، و لم يعد لديه ما يُقدمه، و بالمُناسبة هذا حال مُعظم الكُتاب، حيث أنهم يعتمدون علي سيرهم الذاتيه و لكن البعض يستطيع أن يكمل مسيرته و يعتمد علي خبراته التي يكتسبها و يسترسل في نجاحاته

و لكن هذا الكاتب الذي لا يستطيع تكرار توهجه نجاحه مُسبقاً في إصدار كتاب ناجح، دليل واضح و ملموس علي أنه يملك موهبة الإسترسال، و لديه المقدرة و الخبرة للوصول إلي هدفه و مُشكلته ليست مُشكلة تقنية، لكنه يُعاني من الجمود، أو نفاذ الصبر في تكرار النجاح الذي تحول إلي إحباط ثم إلي يأس مُطلق

  • الكاتب الموسمي
و هو مزج بين الحالتين السابقتين (مؤلف الكتاب الواحد و صعوبة الكتابة بشكل عام)، فهُناك كُتاب قادرون علي الكتابة بطريقة مؤثرة و مُبدعة لفترة من الوقت، ثم تُصيبهم حالة من الجمود و الجفاف و يعجزون عن الكتابة بشكل طبيعي و كأنهم ييأسون كما يحدث مع مؤلف الكتاب الواحد، بالرغم من مقدرتهم الفنية العظيمة، و الكتابة بدقة و إحتراف، و سبب هذه المُشكلة عادةً يكون لأنهم مهوسيين بالكمال أو بسبب غرورهم و الخوف من التعرض للرفض أو الفشل فيمنعهم من الخوض في الكتابة قبل الحصول علي تأكيد مُقدم
  • الكتاب النيئ
عدم القدرة علي كتابة قصة واضحة و سهلة الفهم، و رُبما تكون قد تعرضت لبعض المواقف التالية...
تبدأ قصتك بشكل جيد و مُتقن، ثم بعد عدة صفحات تفقد السيطرة،
أو تكتب قصة جيدة و لكنها غير مُتماسكة البناء،
أو ربما تكون قادر علي بناء الحدث و مُتابعته و لكن القصة نفسها لا فكرة أو هدف لها، و من هنا يجب تعلم كيفية بناء القصة و أشكالها المُختلفة و الخدع البسيطة التي نلجأ لها،
و ربما يكون الكاتب من البداية خجول ليس علي قدر كاف من الثقة بالنفس ليُخرج قصته للعالم، أو لا يملك ما يكفي من الخبرة ليتحكم بتصرفات و ردود أفعال الشخصيات في الحياة الواقعية، أو خجول بإظهار مشاعره، و هذا ما يجب أن يفعله إن أراد لقصته النجاح، فالكاتب الخجول الضعيف الذي يكتب قصته علي فترات يحتاج لأن يثق بمشاعره تجاه قصصه و أن يشعر بأريحية خلال السرد، و نستنتج من هذا أن مُشكلته ليست تقنية بل مُشكلة في شخصية الكاتب نفسها.

لذا فكل ما ذكرناه سابقاً علي الأغب ليست مُشاكل تقنية و إلا لكان إصلاحها سهلاً و سريعا، لكنها مشاكل في شخصية الكاتب نفسه، بالرغم من قدرته علي كتابة أفكار مُثيرة و بناء مُتماسك، لذلك هو يحتاج علاج المشاكل من جذورها، كعاداته و سلوكياته و حياته و هذا ما سنذكره في التدوينة التالية.
لذا عليك أن تستنتج أي نوع من المشاكل السابقة تواجهك و تُعيقك عن الكتابة، لنحلها مُستقبلاً


شكراً 
مصدر: كتاب لياقات الكاتب ل دوروثي براندي




Artist :

@endmion1


Follow Milky Way

تابعونا



 


 

أرسل رسائلك هُنا :

 

 https://tellonym.me/milkywaystories

Milky Way Stories



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق