الأحد، 4 يوليو 2021

 الــقصــة الــســادســة " فتــاة الصبـــــار "


في زمن ما كانت هُناك قلعة كبيرة


تسكنها أميرة


ذات شعر أسود طويل و عيون واسعة


تقطن القلعة المهجورة وحيدة و بعيدة عن البشر


لا أنيس... و لا شريك يخفف وحدتها أو يواسيها


كانت تمشي فقط في قصرها كالشبح الضال


كالوعاء الفارغ بلا مشاعر


المشاعر التي لا تدري ما معناها


و لم تختبرها قط..


يوماً بعد يوم..


سنةً بعد سنة...


نمت الأشواك علي جسدها المسكين


حاصرت قلبها الصغير علي وشك إختراقه


و أصبحت كالصبار الشائك الذي ينمو في الصحراء


إن حاولت لمسه تتأذي


كلما خطت الأميرة خطوة تتساقط الأشواك منها


و ينمو المزيد و المزيد..


في يومٍ ما لمحت بعض الأطفال يلعبون بالكرة


و أصوات ضحكاتهم تعلو المكان


خرجت من قصرها


و حاولت الإقتراب منهم


و ما إن لمست الكرة لتقلدهم


إنفجرت الكرة


خاف الأطفال و ركضوا مرعوبين


من هذا الوحش الذي تنمو عليه الأشواك


لكنها لم تفهم ما هو الخوف


و خطت بعيداً عن قصرها


و الأشواك مازالت تتساقط وراءها


حتي قابلت فتي يجلس فوق غصن


و يعزف علي جيتار بنغمات تُذيب القلب


شعرت ولأول مرة و كأن قلبها يرفرف 


و ينساب مع أنغام الموسيقي الهادئة


نزل الفتي من علي غصن الشجرة


و أخذ يعزف بصخب و يرقص علي أنغام أوتاره


حتي وقع علي الأرض بشكل مُضحك


فخرجت ضحكة من فم الأميرة


و كانت هذه أول ضحكة لها


أعطاها الفتي الجيتار لتُقلده


فور لمسها للجيتار شعرت و كأن شيئاً ما قد أخترق روحها


شيئا ليس سيئاً، بل جميلاً و حلواً و مليئ بالطاقة المُنعشة


تناثرت الأشواك عن كفها و هي تعبث بالأوتار


و بدأت تقلد حركاته التي حفظتها


كانت ترقص و تعزف بعبث


و أصوات ضحكاتهم تعلو المكان


و كانت هذه أول مرة تشعر بما يُسمي السعاده


السعادة


هذا الشعور الذي يُداعب القلب


 الشعور الذي يُذيب الجليد و يمحو الألآم


و يجعلك تطير إلي السماء السابعة


كانت ترقص و الأشواك تتناثر عن جسدها


و لم تنمو مرةً أُخري كالعادة


لكن ظلت شوكة بالقرب من قلبها


لم تٌفارقها


لذا قرر الفتي أن يُساعدها


حاول أن ينزعها


لكنها كانت مُتصله بالأميرة بقوة


أغمضت عينيها


و لأول مرة تشعر الأميرة بالألم


كان هذا الإحساس لا يُطاق


تمنت أن يرحل عنها بسرعة


جُرحت يد الفتي و هو ينزع الشوكة


و بكي من الألم


بكت الأميرة هي الأخري و سالت أول دموعها


أحتضن الإثنان بعضهما بمواساة


و سالت الدموع لآلامهما الموجعة


حتي وقعت آخر شوكة و التي كانت شوكة الخلاص


الشوكة التي ساعدت الأميرة علي إدراك الشعور بالألم و الحزن


لتكون إنسانة كاملة خصبة المشاعر


 


 


و أخيراً..


تخلص الصبار من أشواكة


و ظهر أن قلبه مليئ بالحياة


Artist :

@illustratelucy


#كتابات #كتابه #خواطر #ليالي_يونيو #رسائل #تدوين #فرص #رسائلي #حزيران #milkywaystories


تابعوا المدونة


https://milkywaystoriess.blogspot.com/p/blog-page.html?m=0


انستجرام


https://www.instagram.com/p/CQB_TesjVfM/?utm_medium=copy_link


لا أحلل النقل بدون ذكر المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق