الاثنين، 12 أبريل 2021

(أيكو ونركيسوس ) ( الفاتنة التي أصابها البكم ، والجميل الذي عشق صورته ) الجزء الثاني

(ايكو و ناركيسوس)

( الفاتنة التي أصابها البكم ، والجميل الذي عشق صورته )

تحدثتُ عن الاسطورة بإيجاز من قبل و اليوم سأتحدث عنها بالتفصيل

المصدر: أســاطــيــــــر الحــب و الجـمــال عـنـد الــيونـان

الجزء الثاني

في يوم من الأيام كانت ايكو ماكثة في كهفها تتدبر حالها مر أمامها بعض الشباب ، رأتهم لكنهم لم يلحظوها، كانوا يتحدثوا بطاقة و يتسامروا بعيداً عن اي هموم، ظلت ايكو تراقبهم و تسترجع ذكرياتها و هي تحكي و تتحدث مثل هؤلاء الشباب و يستمه لها الناس بإنتباه و تركيز، سيطر الحزن و الشجن في قلبها إلي ان جذب انظارها الشاب الإغريقي المشهور « نارسیس » الشاب اللي حبته الالهة بجمال سلب قلوب العذاري

راقبته ايكو و هو يتخلف عن اصحابه ، يمسك في يده وردة نرجس حلوة قطفها من غصنها، يتأملها بعينية المعسوله، التي لونتهم الشمس باللون الساحر

تاه نارسيس في الغابة عن أصحابه الذين تركوه لوحده ، اما ايكو المسكينه تأملته بإنبهار و انجذبت لسحره و تسلل الحب داخل قلبها، و لكن كيف ستعبر عن هذا الحب، و لسانها معقود الا من المقطع الأخير في آخر الجمل التس تسمعها وراحت ايكو تتبع أثره، بدون ان تشعر و بدون أن يشعر، اتبعت خطواته و هي لا تدري بتصرفاتها، حتي صدر صوت خطواطها بدون قصد ، تخيل نارسيس أن أحد سكان الغابة يتبعه، فنادي بصوت عالي و سأل: من؟؟

 

فردت المسكينة ايكو بمثل قوله و قالت من؟؟

 

سال نارسیس و هو مرعوب: هل من أحد هنا؟

 

فردت ايكو و قالت هنا؟

 

أدرك نارسيس ان المُتحدث تكون إمراه فقال لها: هلمي يا فتاة هلمي ...

 فرددت ايكو اللفظة الأخيرة و قالت: هلمي حیرته زادت وقال لا تاتين إلى ، وليس هنا أحد يرى ؟ ولا إنسان يشهد ؟ 

فنطقت اللفظة الأخيرة : لا يشهد ؟

قال لها: يا فتاه تعالي

شعرت ايكو أن هذه هي الفرصة حتي تقابل حبيبها، فخرجت من مخبئها، و حاولت أن تُعبر لها عن حبها و هيامها به، لكن نارسیس خاف و انطلق يهرب في الغابة برعب، كانت هذه اول مره يُعبرله شخص ما عن حبه بهذه الطريقة، فهو لم يُغرم أبداً بأحد فلا يدري ما هو العشق، و تصرف ايكو اربکه و جعله يلجأ للفرار منها أما أيكو المسكينه أصاب قلبها الهم والشجن سيطر على جسمها الضعيف، كانت الصدمة كبيرة، صدمة ثم صدمه و الأيام تمرو مرضها ينهش جسدها، و بدأت تتلاشي...و تتلاشي...ثم أصبحت و لا شيء، سوي صدى صوت يتردد في كل وادي، و يتلاشي بعد نهاية كل نداء، فقط  صوت ينحدر مع الريح وسط الجبال، تنعی همها، وتندب حظها، 

لكن الالهة فينوس و كيوبد قررا أن  ينتقم ا لايكو المسكينه المعذبة من الشاب الجميل اللي حطم قلبها الرقيق

يوماً ما خرج نارسيس ليصطاد، أحس بالعطش و عثرعلي غدير عذب أقبل ليشرب منه، انحني للماء ليري صورته في صفحة الغدير، فانبهر بالصورة و بحسنها، و ظل يتأملها بكل حب و شوق، لا يدري أن الحبيب اللي يتأمله هو ظله و خياله !! تأمل الملامح الجميله الفاتنه بتركيز و حاول أن يُحدثه، لكنه الظل لا يستجيب سوي بتمتمة، مد نارسيس يده ليلمسه فمد الخيال يده، فرِح نارسيس، و فور لمسه صفحة الغدير طار الخيال، وتحطمت الصورة الجميلة، عادت الصورة مرة اخري و نارسيس حاول أن يلمسها فطارت مرة ثانية، و نارسيس يناديها بصوت عالي و تتكرر الأية مرار و تكرارا،

شعر نارسيس بالغيظ و هام في الغابه علي وجهه لا ينام و لا ياكل، نارسیس الذي سحر قلوب العذاري و الفاتنات، نارسيس اللي ألقي بحب ايكو في التراب نقم عليه كيوبيد، و فينوس تحققت عدالتها

فور شروق الشمس يجري بلهفة على الغدير، يناجي الصوره الجميلة و لا يُفارقها الا عند الغروب، يشكي و يتوجع ويستعطف، و الخيال يزيد عنداً،

 اضمحل عود نارسیس، ذبلت عيونه، جسده ضعف، و قلبه اتحطم، وروحه اتهزت، و قربت ساعته ووقفت ايكو في ركن قريب من الغدیر، تشهد الفصل الأخير من مأساة حياتهم و سمعته و هو يودع ظله ثم مات

 حوريات النهر بدأت تبكي على نارسیس و انتشرت في ارجاء الغابة تجمع الحطب لتحرق الجثة و فور عودتها عثرت علي زهرة جميلة من ازهار النرجس أنحنت على صفحة الغدير مُتأملة ظلها و الدموع تسييل، قطرة ، قطرة


Follow Milky Way

تابعونا



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق