الخميس
الثامن من أكتوبر, تشرين الأول 2020
رواية الأسبوع
" أما فيما يتعلق بالجواب... حياتنا لها معني. أنا أعرف ذلك تماماً"
"ملذات طوكيو"
رواية يابانية من تأليف "دوريان سوكيغاوا"
تحكي الرواية عن سينتارو الذي يعمل في متجر لبيع فطائر الدوراياكي، يلتقي بالمرأة السبعينية توكي يوشي ذات الأصابع المشوهة و يوظفها لمهارتها البارعة في خبز الفطائر، و لتسقيه من خبرتها الطويلة، ليكتشف فيما بعد إصابتها بمرض هانسن، و هو مرض الجذام الذي يؤدي إلي تشوهات خلقية دائمة للمريض، الرواية تصف حياة سينتارو اليائس الذي يعيش بدين مُعلمه الراحل و رحلة توكي مع المرض الذي حبسها لمدة خمسين عاماً حتي الإفراج عنها، وكيف كانت تلك المرأة نقطة تحول في حياته
الرواية لا أصفها سوي بالرائعه و المؤثره، و هذا ليس بغريب عن العقل الياباني الفذ الذي يستطيع أن يؤثر فيك بشتي الطرق، و جعلك تبكي ليست بالمُهمة الصعبة عليه, في الواقع أي كاتب ياباني قادر علي خلق قصه بطلها أي شئ، و ستكون بكل بساطه قصه رائعه ذات مقومات مُكتملة.
خرجت من الرواية بالعديد من النقاط أهمها "الإصغاء" و هذا ستفهم معناه عند قراءتك للرواية، و أن وجودنا كبشر مُهم فلم يُخلق أحد فينا عبثاً، و بالرغم مما قد نتعرض له من ظروف قهرية، ليس لدينا سوي الإستمرار لأنه... "يبقي أننا بشر و يجب أن نفتخر بذلك"
عموماً الأدب الياباني مُمتع بحق، و الكُتاب يمتلكون مزاجاً قوياً مُعبراً و مؤثراً علي أحاسيس القارئ يدفعه لإنهاء الروايه بسرعه و حماس، أنصح أي قارئ نهِم أن يضع تصنيف الأدب الياباني ضمن إهتمامه و لن يندم.
لذا تقيمي للرواية 10\10، و بدون مُبالغة
إقتباسات من الروايه
" أنا علي قناعه بأن كل شيْ موجود علي هنا علي الأرض وُهِبت له مَلكة الكلام. حسب رأيي، يُمكننا أن نصيخ السمع إلي كل شيء، و بالطبع إلي المارة في الشارع أمام المتجر، و إلي الريح. بالنسبة إليك، ربما كنتُ مُجرد امرأة عجوز مُتظاهرة بالورع و مدعية التقوي، و لكن علي الرغم من كل أقوالي، احتفظ بالحسرة و الأسف لأنني لم أعرف كيف أنقل إليك ما هو جوهري في الأمور. "
" الأمر لا يتعلق بضحايا مرض هانسن فقط، أنا مُتأكده من أن الجميع يتساءلون ذات يوم إذا ما كان لحياتهم معني. اما في ما يتعلق بالجواب . . . حياتنا لها معني. أنا أعرف ذلك تماماً، اليوم.
بالطبع هذا لا يحل في الوقت ذاته المشاكل التي تواجهنا، و يُمكننا أن نشعر أحياناً بأن الحياة هي سلسله من الآلام."
"في المرة الأولي التي رأيتُك فيها، كانت نزهتي الأسبوعية، كنتُ أتمشي معَجَبة بأشجار الكرز في الشارع التجاري حينما قادتني رائحة شهية إلي اكتشاف متجر دوراهارو. و رأيتُك آنذاك. رأيتُ وجهك. بدت عيناك حزينتين جداً، تماماً مثل عيني في الماضي. و لهذا السبب توقفتُ أمام المتجر، كما لو أنني منجذبة إليه علي نحوٍ لا يُقاوم"
" علي الجانب الآخر من الغابه، كان يرتسم شبح سور الأشجار. و تماماً، كما لو أنه ينبثق من بين الأشجار، كان القمر المُكتمل يُنير من فوقها بلونٍ صافٍ. حينما كانت الريح تهز الأشجار، كان القمر المُكتمل يختفي خلف الأغصان كاملاً أو في جزءٍ منه. و لكن نوره كان يصل إليهم علي الرغم من كل شيء في فواصل مُنتظمة
التفت سينتارو نحو الشُجيرة الصغيرة و همس: ( القمر بدر)
ملذات طوكيو