الاثنين، 11 أكتوبر 2021

أسطــــورة غـــرام أورورا


أسطــــورة الليلة بطلتها آلهة الفجر أورورا....

علي شاطئ الهلسبنت " مضيق مائي في تركيا" تاملت "أورورا" الحسناء الفاتنة الشاب الوسيم "تيتون" ابن ملك طرواده و هو يتقلب برشاقة بين أمواج الشاطئ، كانت تراقبه مفتونة بهذا الشاب الجميل مفتول القوام ذو الشعر الأسود الفاحم المُضئ بقطرات الماء اللامعه، طفقت تتمني و تحلم و تتخيل، و قررت أن تكشف له عن نفسها لعلها تأسر قلبه، و يستسلم لها فؤاده، لكن تيتون استكبر أن يلين قلبه و لم تستطع اورورا أن تنتصر علي قلبه العنيد، لكنها لم تستسلم أمام هذا التكبر و العناد البشري الذي أغاظها، فأخبرته حقيقتها التي لم تُفصح عنها، أنها أورورا إلهة الفجر، و أخذت تُريه من عجائبها، تطير في الفضاء و تغوص في الماء و غيرها من قدراتها التي تفوق البشر، حتي لآن فؤاده و لكن كانت هناك عقبه، و هي أن تيتون بشري عاجز يفني في بضع سنين، فوعدته أنها ستسأل سيد الأولمب أن يهبه الخلود فلا يموت أبداً، و سحرته و أغرته حتي فُتن بها و أنس لها و ترك عائلته و خطيبته التي خطبها و الده له، و رحل علي الفور مع أورورا الفاتنة قاصدان جبل الأولمب، سألها سيد الأولمب ماذا من أمرها هي و البشري الفاني الذي جاءت به، فردت عليه بوقاحة و خدشت كبريائه بذكرها لمجازفاته الغرامية مع العديد من العبيد، فهل من حقه أن يسألها هي عن مُجازفاتها، فكتم سيد الأولمب غيظه و سألها ما الذي تبغاه لهذا الشاب الجميل، فأجابته أنها تُريد له الخلود، أن يعيش أبداً لا يموت، فمن الخسارة أن يفني هذا الشباب و الجمال و الحسن، و تقدم تيتون إلي سيد الأولمب و مُنح الخلود و ياليته ما فعل.. و أقسم زيوس "سيد الأولمب" أنه سيُعذب أورورا بحبيبها و ينتقم لكبريائه، فيكون تيتون عبئاً عليها يظل بجانبها إلي الأبد

و عاش الحبيبان معاً يستمتعان بحياتهما و أنجبا طفلهما الجميل، و مرت الأيام و السنين و أورورا وردة جميلة لا تذبل، فهي لا تنطبق عليها قوانين الزمن، و لا تزال كما هي صبية شابة قلبها مُفعم بالحب و الطاقة، حتي برزت أول شعرة بيضاء في رأس تيتون، و كانت هذه أول مرة لــ أورورا تسمع كلمة "مشيب"، لم تفهمها أو تدركها، فشرح لها تيتون معناها و طمئنها أنه سيظل بجوارها إلي الأبد فقد وُهِب الخلود، لكن أورورا كانت تشعر بنذير شؤم..

و تمتعا بسنوات أخريات و الشعرة البيضاء تحولت إلي شعرات و شعرات و أشتعل رأس تيتون شيباً، و غابت نضارة و لمعة الشباب عنه، و برزت عظامه و غارت عيناه، و إنحني ظهره، فأخذت تتهكم عليه بقسوة و بلا رحمه و غادرته غاضبه، تهيم في الأرجاء عند شاطئ الهلسبنت، حيث لقيت حبيبها أول مرة، و أخذت تستعيد الذكريات الحُلوة علي رمال الشاطئ، تتذكر كيف كان حبيبها الشاب القوي و هو يصارع الأمواج، و كيف ثارت عواطف سيدة الفجر لأول مرة، و حاولت أن تبحث عن صورته الجميلة بين الأمواج لكن لم يهنأ قلبها و جلست علي صخرة تبكي، و تؤنب نفسها علي ما صنعته مع تيتون، ما هو ذنبه، و كيف يُلام علي ما لا يد له فيه، كيف تلومه علي شيبته، و تتهكم عليه بقسوة، لامت نفسها علي قسوتها و لم تري نفسها مُحقة فيما فعلته، و عادت إلي تيتون حبيبها العاجز الهرم، تتملق و تتحايل عليه و علي قلبها، و حاولت أن تتغافل لبضع سنين و جاهدت نفسها لكنها لم تتحمل و عادت إلي الضيق و التبرم بشيخوخته، حتي أنها نقمت علي اللحظة التي لقته فيها و نوبة الجنون التي جعلتها تتوسل إلي سيد الأولمب أن يمنحه الخلود.

أخذ أحد إخوتا يواسيها و لامها علي خطئها فقد طلبت من سيد الأولمب أن يمنح حبيبها الخلود و نسيت أن تسأله أن يُديم له الشباب و يُحافظ علي صباه، و أخبرها ألا تبتئس فهُناك من هو أوسم من تيتون، سيفالوس الراعي الوسيم الذي يرعي قطعانه علي جبل هيماتوس، لكنها يجب أن تتخلص من تيتون أولاً قبل أن تقصد صيداً آخر، و لأن تيتون عجوز هرم ينحني علي عُكاز، سحرته أورورا و حولته جندباً "حشرة نطاطة"، و لقيت أورورا حبيبها الجديد سيفالوس و أحبته و شغفت به حُباً، أما تيتون فلا يزال يثب مع آلاف الجنادب في الحقول و الغيطان... حتي وقتنا هذا


المصدر :

كتاب آساطير الحُب و الجمال عند اليونان لــ دريني خشبة






Follow Milky Way

تابعونا



 


 

أرسل رسائلك هُنا :

 

 https://tellonym.me/milkywaystories

Milky Way Stories


الفرق بين التضحية و العطاء، كلمات في العطاء، التضحية من أجل الآخرين، التضحية من أجل من تحب، عطاء, تضحية, عبارات عن العطاء, كلمات عن العطاء, العطاء كلمات، كلام عن العطاء، الِعطاء بلا 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق